ماذا لو كانت حياتنا خاليةً من القلق؟
قد نجازف إلى حدّ التّهوُّر أحيانًا؟ أو نخطّط وننظّم أقلّ لمستقبلنا؟ أو لا نفكّر ونعتني بشكلٍ كافٍ بمَنْ نحبّ؟
القلق إذًا شعورٌ طبيعيٌّ.
الطّفل أيضًا يقلق، في اليوم الأوّل في المدرسة، وعند زيارة طبيب الأطفال، وعند خوض مباراةٍ أو امتحانٍ.
هذه المواقف تجعله يختبر شعور القلق الطّبيعيّ، يفهمه وينمّي القدرة على التّعامل معه.
يَنتُج القلق الطّبيعيّ أيضًا عن ظروفٍ حياتيّةٍ استثنائيّةٍ، مؤقَّتةٍ أو دائمةٍ مثل: انفصال الأمّ والأب، وفاة أحد أفراد الأُسرة، وفاة شخصٍ قريبٍ منه أو وفاة حيوانٍ أليفٍ، الانتقال من مكانٍ يحبّه الطّفل إلى مكانٍ آخر، المرض الشّديد…
وغالبًا ما قد يأخذ هذا النّوع من القلق مظاهر الحزن، أو الامتناع عن المجازَفة أو التّعامل مع المخاوف، أو التّعلّق بأحد الوالدَيْن، أو التّخيُّلات أو الأحلام المزعجة، أو النّزعة إلى التّمرّد والإصرار أو الخروج عن تعليمات الكبار.
ماذا يجب أن نفعل؟
- نسأل الطّفل عن سبب قلقه ونساعده في وصف شعوره. نتذكّر أنّ بعض الأطفال لا يعرفون تسمية مشاعرهم.
- نحترم ونُظهِر اهتمامًا بالاستماع إلى الطّفل، ونؤكّد على تفهُّمنا لمشاعره.
- إذا كان سبب القلق واضحًا (شخص، أو مكان أو مشهد أو موقف)، فمن المفيد لصحّة الطّفل النّفسيّة ألّا نتجنّبَ مصدر القلق كلّيًّا، بل أن ندعمَ الطّفل في تعامله معه بخاصّةٍ حين يُبدِيَ استعدادًا للمواجهة.
- نحاول المحافظة على الرّوتين اليوميّ قَدْر المستطاع، هذا يساعد الطّفل القَلِق على الشّعور بالأمان والاستقرار.
- نعزّز ثقة الطّفل بنفسه، من خلال تأمين الدّعم المستمرّ له بالتّعاون مع أفراد الأُسرة.
- إذا كان الشّعور بالقلق مرتبطًا بحدثٍ معيّنٍ، من المهمّ الاستماع إلى أسئلة الطّفل وإعطائه الإجاباتِ المطمئنة.
- ننغمس مع الطّفل بنشاطاتٍ كالرّسم أو اللّعب الدّراميّ كوسيلةٍ للتّعبير عن المشاعر والمخاوف.
- نتجنّب ذِكْر مخاوفنا وقلقنا والأفكار المتشائمة أمام الطّفل، لأنّ القلق ينتقل عبر التّربية كأيّ سلوكٍ.
- نشرح للطّفل ما يحدُث في الوضعيّات المُقلِقة أو الجديدة، بشكلٍ مبسَّطٍ وصريحٍ، لأنّه جزءٌ مهمٌّ من الأُسرة ويستحقّ تفسير كلّ ما يحدُث بطريقةٍ ملائمةٍ لسنّه.
- نردّد عباراتٍ مطمئنةً وايجابيّةً، ونتصرّف كذلك أيضًا. فالتّفكير والسّلوك الايجابيّ أو السّلبيّ مكتسَبان.
تنصح "أرجوحة" أن نسألَ أنفسنا دائمًا، هل طفلنا يشعر أنّنا إلى جانبه وأنّنا نقدّم إليه الدّعم والحبّ ونشعره بالثّقة والأمان؟