يتساءل الكثيرون:
ما هو اضطراب طيف التّوحّد؟
وما هو السّبب في حدوثه؟
وهل هناك أطفال لديهم طيف فقط وأطفال لديهم توحُّد؟ وهل يوجد تصنيفاتٌ متعدّدةٌ لاضطراب طيف التّوحّد؟ وهل يُعتبَر مرضًا ويُمكن علاجه؟ وهل تُعتبَر الأدوية وسيلةً لعلاج الاضطراب والشّفاء منه؟ هل يُعتبَر التّلفاز والأجهزة الخلويّة سببًا رئيسًا لاضطراب طيف التّوحّد؟ وهل يُمكن أن يُصابَ الشّخص بالاضطراب في سنٍّ متأخّرةٍ؟
قد يسأل الأهل منّا هذه الأسئلة سَواءً كان طفلنا قد شُخِّصَ باضطراب طيف التّوحّد، أو أحد الأطفال من حولنا، أو بكلّ بساطةٍ سألَنا طفلنا عن هذا الاضطراب لأنّه قد سمع به أو شاهد مقطعًا مصوّرًا عنه.
اضطراب طيف التّوحّد هو اضطرابٌ عصبيٌّ نمائيٌّ يحدُث عند الأطفال في سنٍّ مبكرةٍ قبل سنّ الـ 3 سنواتٍ، بحيث يواجِهون تحدّياتٍ على الصّعيد الاجتماعيّ والتّواصل اللّفظيّ وغير اللّفظيّ، كما على الصّعيد السّلوكيّ.
ما هي العلامات الّتي قد تجعلنا نشكّ في وجود اضطراب طيف التّوحّد عند الطّفل؟
- ضعف التّواصل البصريّ، فنلاحظ عدم قدرة الطّفل على التّواصل البصريّ المباشر، كالنّظر في العينين.
- عدم قدرة الطّفل على التّواصل والتّفاعل مع الأصوات، الأشخاص والأشياء.
- القيام بسلوكيّاتٍ متكرّرةٍ، فنلاحظ أنّ الطّفل يقوم بتصرّفٍ أو حركةٍ معيّنةٍ، ويُعيد تكرارها مرّاتٍ عدّةً بوتيرةٍ ثابتةٍ.
- صعوبة في النّطق واستخدام المفردات للتّعبير عن مشاعره واحتياجاته، وكذلك الأمر بالنّسبة إلى استخدام الإشارات أوِ الحركات.
- صعوبة في قراءة وإدراك لغة الجسد.
- ضعف في المهارات الاجتماعيّة والعاطفيّة مثل القدرة على مشارَكة العواطف أوِ التّعبير عنها أوِ التّفاعل ضمن مجموعةٍ منَ الأطفال أو ضمن لعبةٍ جماعيّةٍ.
يواجه الأطفال جميعهم الّذين لديهم اضطراب طيف التّوحّد تحدّياتٍ في تلك الجوانب، ولكنّ حدّة الأعراض تتفاوت من طفلٍ إلى آخر. وعلميًّا، فإنّ اضطراب طيف التّوحّد هو المسمّى الرّسميّ للتّشخيص بغضّ النّظر عنِ الاختلاف بين الأطفال في الأعراض وحدّتها.
تظهَر الأعراض المحتمَلة في سنٍّ مبكرةٍ. وعادةً، ما يتمّ التّشخيص في خلال سنوات ما قبل المدرسة مع مجموعةٍ واسعةٍ من أعراض الاضطراب المحتمَلة ومستويات شدّتها، فكلّ طفلٍ لديه مجموعةٌ محدَّدةٌ من نقاط القوّة والضّعف الّتي ستؤثّر في الأداء الأكاديميّ للطّفل وعلى تفاعلاته الاجتماعيّة بطرائقَ مختلفةٍ. ومن الجدير بالذِّكْر أنّ الذّكور أكثر عُرْضةً للإصابة باضطراب طيف التّوحّد منَ الإناث. ولا توجد علاقة بين اضطراب طيف التّوحّد ومستوى الذّكاء، ولكن منَ الممكن أن يظهَرَ تأخُّرٌ عقليٌّ بالتّزامن مع اضطراب طيف التّوحّد عند بعض الأطفال. أما عن الأسباب لم يتمّ الاتّفاق على المسبِّب الحقيقيّ لاضطراب طيف التّوحّد.
أخيرًا، اضطراب طيف التّوحّد يؤثّر في مهارات الطّفل الاجتماعية والعاطفية، لذا منَ المهمّ تشخيص هذا الاضطراب في مراحلَ مبكرةٍ وبَدء التّدخّل المبكر لدعم الطّفل والحصول على تطوُّرٍ فعليٍّ في مهاراته وقدراته. بالإضافة إلى أنّ الدّعم المستمرّ من قبل المحيط والاختصاصيين للتّعامل مع التّحدّيات الّتي قد نواجهها كأهلٍ.