الاهتمام بالصحّة النفسيّة خلال فترة النزوح لا يقلّ أهمّيةً عن الاهتمام بالصحّة الجسديّة. إذا انشغل الأهل بتأمين مسكنٍ آمن ومأكلٍ صحّي ولباسٍ سليم للأسرة، فهذا لا يتعارض مع اهتمامهم بأنفسهم وبصحّتهم النفسيّة.
تقدّم إليكم "أرجوحة" مجموعةً من النصائح العمليّة التي تساعد الأهل على الاهتمام بصحّتهم النفسيّة خلال فترة النزوح:
- تقبّل المشاعر: من المهمّ أن يدرك الأهل أنّهم خلال فترة النزوح، قد تنتابهم مشاعر مختلفة وحادّة تشمل الخوف والقلق وفقدان الشعور بالأمان وغيرها من المشاعر التي تعتبر غير محبّبة. ولكنّها مشاعر طبيعيّة ومن غير السليم إنكارها أو تجاهلها، بل علينا تقبّلها والتعامل مع انعكاساتها بحكمة.
- التحدّث مع أشخاصٍ مقرّبين: من المساعد جدًّا أن نجري حوارًا مع أشخاص نحبّهم ونرتاح حينما نتواجد معهم. يمكن مشاركة أفكارنا مع هؤلاء الأشخاص وأن نتبادل الآراء والنصائح معهم. هؤلاء الأشخاص يؤنسوننا في أوقاتنا الصعبة.
- مراقبة الأفكار السلبيّة: يمكن أن تراود النازحين أفكار سلبية كثيرة حول الأوضاع والظروف وربما التجارب السيّئة. لذلك من المهمّ أن يعمل الأهل على محاربة الأفكار السلبيّة وخصوصًا التشاؤميّة. فالأفكار تؤثّر في المشاعر والسّلوك، وبالتالي تؤثّر على الصحّة النفسيّة.
- الانتباه من اليقظة: وتعني اليقظة أن يكون الفرد على درجة عالية من الانتباه والحذر والترقّب، وعادةً يصبح الشخص في حالة يقظة عالية إذا كان يتوقّع أن يلحق به الأذى أو بأحد المقرّبين منه. وتظهر اليقظة على الفرد من خلال شدّ الأعصاب وعدم الرغبة في النوم أو التوتّر الفيزيولوجي. في هذه الحالة ننصح الأهل بأخذ قسط من الراحة إمّا من خلال الاستحمام أو الاستماع إلى الموسيقى أو ربّما تناول مشروبٍ ساخن إذا كان كلّ ذلك متوفّرًا.
- استشارة مختصّين: من الجيّد أن يتمكّن الأهل من الوصول إلى أخصائيّ نفسيّ يقدّم لهم استشارة دقيقة ومساعدة.
- القيام بأنشطة تفريغ: تشمل هذه النشاطات: التلوين، الموسيقى، الكتابة والتأليف وشكّ الخرز وغيرها، وهي نشاطات تتيح الفرصة للأهل للتخفيف من حدّة التوتّر والقلق.
اهتمام الأهل بصحّتهم النفسيّة سيخفّف من الانعكاسات السلبيّة للنزوح على الأسرة بشكلٍ عام وعلى الطفل بشكلٍ خاص.
تتمنّى "أرجوحة" لجميع النازحين عودةً آمنة.