منذ ولادته، يختبر الطّفل مشاعر شتّى كالفرح والحزن والقلق والأمل والغضب ويعبّر عنها بطرق تختلف باختلاف سنّه وحدّة الشّعور الذي ينتابه والمواقف التي تواجهه.
كذلك لا يمكن تجاهل طباعه التي تميّزه عن باقي الأطفال.
هذه المشاعر تترك أثرًا على سلوك الطّفل وعلى علاقاته بالآخرين وطريقة حكمه على المواقف.
ولأنّه من المهمّ أن نساعد الطّفل على فهم مشاعره ومشاعر مَن حوله، تقدّم إليكم "أرجوحة" مجموعةً من النّصائح العمليّة لمساعدته:
- نثقّف الطّفل ونزوّده بالمعلومات اللّازمة عن المشاعر، مثلًا نجيب على الأسئلة التالية معًا: متى نقول أنّنا نشعر بالحزن؟ لماذا نحزن؟ كيف نعبّر عن الحزن؟… ويمكن أن يحصل هذا النوع من التثقيف بواسطة الصّور أو الرسومات.
- نحاول أن نشعره بالأمان عندما يعبّر عن مشاعره ونشجّعه على ذلك، ونؤكّد له أنّنا دائمًا على استعدادٍ للاستماع إلى ما يقوله.
- ننتبه إلى كلامنا، وتصرّفاتنا، وانفعالاتنا لأنّ الطّفل شديد التّأثُّر بنا، وغالبًا ما يتعلّم منّا كيفيّة التّصرّف في المواقف من خلال تقليد سلوكنا.
- نحاول ألّا نقلّل من قيمة الشّعور الذي ينتاب الطّفل من خلال مقارنته بغيره أو اعتبار ما يقوله غير منطقي مثًلا: "أخوك انكسرت لعبته ولم يحزن كما فعلت أنت!"
- إذا لم يرغب الطفل في التعبير شفهيًا عن مشاعره، نشجّعه على التعبير بطرق مختلفة مثل الرّسم أو اللّعب بالمعجون أو التّمثيل. تساعده هذه الأنشطة على تفريغ مشاعره وبخاصّة السلبية منها، وبالتالي تكون هذه الوسائل خطوة مهمّة حتّى يتمكّن الطفل من التّعبير شفهيًّا فيما بعد.
- نقرأ له القصص، ونشاهد الأفلام معه ونستمع سويًا إلى الأغاني الّتي تتحدّث عن المشاعر، ما يساعده لاحقًا على تسمية ما يفكِّر فيه ويحسّ به. صحيح أنّ الطّفل يختبر باكرًا مختلف المشاعر، إلّا أنّه يتعلّم تدريجيًّا فهمها وتسميتها وصولًا إلى التّعبير عنها بالشّكل الأفضل.
- نقوم معًا بتعابير وجهٍ متنوّعة أمام المرآة ونتحدّث عنها. فيلاحظ الطفل التّعابير المختلفة من شعور إلى آخر. يمكن أن نمثِّل الأدوار معًا، فهذا يمهِّد لتعريف الطّفل إلى ردود الفعل المتوقَّعة في المواقف الصّعبة.
يشكّل تدريب الطّفل على فهم مشاعره ومشاعر الآخرين من حوله حجر أساس في عمليّة بناء الشّخصيّة المتّزنة التي تتفاعل وتتعاطف مع محيطها بالشكل السّليم.