Instagram Facebook YouTube

كيف نحمي طفلنا من آثار الذّكريات السّيّئة؟

تُعَدّ الطّفولة فترةً مهمّةً في حياة أطفالنا، حيث تشكِّل الذّكريات والتّجارب الأولى أساسًا لنموّهمِ النّفسيّ والاجتماعيّ. الذّكريات الّتي نصنعها مع الطّفل قد تكون إمّا جميلةً ومريحةً، أو سيّئةً ومؤلمةً. إذا لم ندرِكْ أهمّيّة بناء ذكرياتٍ إيجابيّةٍ للأطفال وحمايتهم منَ الذّكريات السّيّئة، فإنّ آثار هذه الذّكريات السّلبيّة يُمكن أن تستمرَّ لفترةٍ طويلةٍ وتؤثّرَ في تطوُّر مهاراتهمِ الاجتماعيّة وذكائهمِ العاطفيّ.

 

يُمكن لهذه النّصائح أن تلعبَ دَوْرًا مهمًّا في توجيه تجارب الأطفال السّلبيّة ومساعدتهم على بناء ذكرياتٍ إيجابيّةٍ تؤثّر بشكلٍ إيجابيٍّ في نموّهم:

1. التّواصل الفعّال: 

نكون المكان الآمن والدّاعم للطّفل، نستمع إليه ونشجّعه على الحديث عن أيّ موقفٍ أزعجه، وبَقِيَ عالقًا في رأسه أو سبَّب مشاعرَ سلبيّةً مستمرّةً معه.  التّواصل الفعّال يساعد على تقليل فرص تراكُم الضّغوطات والقلق.

 

2. التّعبير بشكلٍ دائمٍ عن حبّنا تُجاه الطّفل: 

يحتاج الطّفل أن نؤكّدَ له دومًا على ثقتنا به، قبولنا له وحبّنا تُجاهه. التّعبير اللّفظيّ مهمٌّ، كذلك الجسديّ، مثل قبلةٍ وعناقٍ حارٍّ بعد نهارٍ طويلٍ كافيَيْن بالغرض!

 

3. توفير بيئةٍ داعمةٍ:

نحرص على أن يكونَ جوّ المنزل إيجابيًّا. عندما يشعُر الطّفل أنّه في بيئةٍ داعمةٍ، تثق به وبقدراته وتشجّعه. تكوين صورةٍ إيجابيّةٍ عنِ الذّات والآخرين يبدأ منذ الصِّغَر.

 

4. التّفرّغ لقضاء وقتٍ مع الطّفل:

إنّ قضاء وقتٍ ممتعٍ مع الطّفل يخلق تلقائيًّا ذكرياتٍ إيجابيّةً. نختار منَ النّشاطات ما يفضّلون ونمارسها معًا قَدْر المستطاع. ونحرص على الْتقاط الصُّوَر دومًا.

 

5. التّوجيه الإيجابيّ: 

نساعد الطّفل على فَهْم الأحداث والتّجارب بشكلٍ صحيحٍ، ونساعدهم في استخلاص الدّروس البنّاءة من تجاربهم. نناقش أيّ تجربةٍ سلبيّةٍ حتّى يخفَّ أثرها.


 

ما هي الأمور الّتي منَ المهمّ أن نتجنّبَها، لأنّ أثرها قد ينطبع في ذاكرة الطّفل؟

1. العنف والعقوبات الجسديّة:

 نتجنَّب استخدامها قَدْر الإمكان، لأنّ هذا النّوع منَ السّلوكيّات مع الطّفل يترك أثرًا قد لا يزول مع الوقت، كما أنّه قد يقلّل منَ احترامه وحبّه لنفسه. شَرْح نتائج أفعال الطّفل بدلًا من ذلك يساعد في توجيه سلوكهم.

 

2. الإهمال:

 إهمال حاجات الطّفل النّفسيّة والجسديّة، وعدم توفير الرّعاية والاهتمام العاطفيّ للطّفل يؤثّر في نموّه، كما أنّه قد يقلّل من ثقة الطّفل بنفسه وتقديره لذاته.

 

3. الضّغط الزّائد:

 نتجنَّب وَضْع ضغوطاتٍ زائدةٍ على الطّفل بسبب الأداء الأكاديميّ. فالطّفل مسبقًا قد يشعُر بالضّغط أوِ التّوتّر نتيجة امتحانٍ أو صعوبةٍ في فَهْم معلومةٍ معيّنةٍ. لا داعي لأعباء زائدةٍ.  

تقديم الدّعم والمساعدة ما يحتاج إليه الطّفل حتّى ينجحَ بأيّ مَهمّةٍ!

4. التّفاهم والتّواصل السّليم:

 نتجنَّب الإهمال في التّواصل مع الأطفال. نكون متاحين قَدْر الامكان للاستماع إلى مشاكلهم وأفكارهم.

 

5. الانتقاد الزّائد:

 الانتقاد المستمرّ واللّاذع، لا يحسِّن من مهارة الطّفل أو يحفِّزه إلى التّقدّم، بل على العكس سيقوم بإحباطه أكثر. بدلًا من هذا الأسلوب، نقدّم التّوجيه والمشورة إلى الطّفل ونحاول العمل على نقاط الضّعف.

 

6. الجدال العائليّ المتكرّر:

 نتجنَّب الجدالاتِ المستمرّة في الأُسرة، وبخاصّةٍ أمام الطّفل. لا نريد أن تعكسَ صورة الأُسرة التّوتّر والقلق. الأُسرة المتوتّرة ودائمة النّزاع قد تؤثّر سلبًا في قدرة الطّفل على تكوين أُسرته الخاصّة. 

 

تذكِّر «أرجوحة» أنّ التّواصل الإيجابيّ وتقديم الدّعم والحبّ هما الأساس لضمان أنّ الأطفال ينمون ويتطوّرون بشكلٍ صحّيٍّ وسعيدٍ من دون ترسيخ ذكرياتٍ سيّئةٍ.

 

الكاتب
دينا المصري

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم