غالبًا ما يواجه الأب توقّعات كبيرة من المجتمع والعائلة. فيُفترض أن يكون دائمًا قويًّا، هادئًا، حكيمًا في قراراته، قادرًا على حماية الأسرة، وأن ينجح في كلّ المواقف. هذه الصور المثالية تولّد شعورًا بالضغط والذنب لديه، وتجعل كلّ خطأ يبدو وكأنّه فشل كبير. ولكن من المهم أن نفهم أنّ الأب أيضًا إنسان ويواجه تحدّياته الخاصّة في الحياة اليومية. ومن المهم أن يتذكّر الأب أنّ القوّة الحقيقية ليست في الكمال، بل في القدرة على الاعتراف بالخطأ والتعلّم منه.

خرافات عن الأب: 

1. أب قويّ دائمًا لا مكان للضعف في حياته
   • الحقيقة: كلّ أب يمرّ بالضغط والتعب والقلق أحيانًا. الاعتراف بالضعف أو التعب لا يقلّل من قيمته، بل يساعده على التكيّف بشكل أفضل. تذكّر أيّها الأب أنّ الراحة جزء من القوّة الحقيقية.
      
2. أب لا يغضب أبدًا ولا يتوتر
   • الحقيقة: الغضب والتوتّر مشاعر إنسانية طبيعية. المهم هو كيفية التحكّم فيها والتعامل معها بشكل صحّي مع أنفسنا وأمام الأسرة. الصبر والهدوء ليسا غيابًا للعاطفة، بل وسيلة للتوجيه الصحيح.
      
3. أب يعرف دائمًا القرار الصحيح
   • الحقيقة: كلّ أب يخطئ أحيانًا في تقدير الأمور أو اتخاذ القرارات المناسبة. التعلّم من الأخطاء جزء أساسي من النموّ الشخصي والأبوي. كلّ تجربة، ناجحة كانت أم فاشلة، تضيف خبرة وثقة.
      
4. أب قادر على تحقيق التوازن المثالي بين العمل والأسرة
   • الحقيقة: التوازن الكامل مستحيل. بعض الأيام قد تتطلّب منح الأولوية للعمل، وأيام أخرى تحتاج إلى تفرّغ أكبر للأسرة. التقبّل والتخطيط الواقعي أفضل من محاولة الوصول للكمال. كل جهد تبذله أيّها الأب مهمّ، حتى لو بدا صغيرًا.
5. أب مثالي
   • الحقيقة: الكمال وهم. المطلوب هو بذل الجهد والمحاولة اليومية، والتفاعل مع الأسرة بحب وصبر، وليس الوصول إلى صورة مثالية مسبقة. الحب والتواصل هما ما يبني علاقة قويّة ومستقرّة مع الأطفال أكثر من أي صورة مثالية.

الأبوّة ليست سباقًا للكمال، ولا منافسة مع الآخرين. المهم هو التفاعل مع الأسرة بصدق، وحب، وصبر. الحرّية في التخلّي عن المثالية تمنح الأب القدرة على العطاء بشكل صحّي وواقعي، وتساعد على بناء علاقة قويّة ومستقرّة مع الأطفال والشريكة من دون شعور دائم بالضغط أو القلق. تذكّر أيّها الأب أنّ كلّ لحظة صبر، ودعم، وحب تترك أثرًا دائمًا في حياة الأبناء، أكثر من أي تصرّف مثالي قد تحاول تحقيقه.