تشخيص إصابة الطفل بإعاقة، ليس لحظة واحدة وتمضي، بل هي رحلة بمراحل مختلفة. ومع مرور الأيام، يختنق الأمل بين الأسئلة: ماذا بعد؟ كيف سنتعامل مع الأمر؟ كيف ستكون حياته وحياتنا؟
في تلك المرحلة، لا نحتاج إلى عبارات التعزية أو الوعظ، بل إلى من يساعدنا على التنفّس مجدّدًا. الدعم النفسي للأهل ليس رفاهية، بل ضرورة. إنّه الخط الذي يفصل بين الانهيار والقدرة على التكيّف. حين نسمح لأنفسنا بالتعبير عن الحزن والارتباك، نمنح أنفسنا أيضًا فرصة لإعادة بناء الأمل بطريقة واقعية، أكثر نضجًا واتزانًا.
- نقبل مشاعرنا ونعترف بها: مشاعر الحزن، أو الغضب، أو الشعور بالضياع ليست ضعفًا، بل جزء من عملية التكيّف الطبيعية.
- نبحث عن شبكة دعم: سواء عبر مجموعات الأهل، أو المختصّين النفسيين، أو حتى الأصدقاء القادرين على الإصغاء بلا أحكام. قد يكون من المفيد أيضًا أن نتشارك مشاعرنا ومخاوفنا مع أشخاص خاضوا تجربة مماثلة.
- نحدّد أولويّات بسيطة: نبدأ بخطوات صغيرة قابلة للتطبيق بدل الغرق في التخطيط للمستقبل البعيد.
- نعتني بأنفسنا جسديًا ونفسيًا: الطعام المنتظم، والنوم، والمشي، ليست تفاصيل ثانوية، بل أدوات للحفاظ على التوازن.
- نمنح الأمل معنى جديدًا: لا نبحث عن "الشفاء الكامل"، بل عن "التحسّن الممكن"، ونحتفل بالتقدّم الواقعي مهما كان محدودًا.
- نصون العلاقة الزوجية أو الأسرية: الدعم المتبادل بين الشريكين أو أفراد العائلة يمنحنا طاقة للاستمرار.
حين يختنق الأمل، لا نبحث عن معجزة، بل عن نفسٍ أعمق. الدعم النفسي ليس علاجًا للحزن، بل وسيلة لتحويله إلى طاقة تساعدنا على الفعل. وما بين الصدمة والقبول، هناك طريق طويلة، لكنها ممكنة، نخطوها يومًا بعد يوم، بوعيٍ أكبر، وبقلبٍ أكثر صلابة ورحمة.




