يشكِّل الهاتف (أو الأجهزة الإلكترونيّة الّتي تفي أغراضه نفسها):
- طريقة الوَصْل بين الطّفل وأصدقائه/ أقاربه.
- وسيلة التّواصل الأكثر استعمالًا مع مدرسته/ معلِّميه لإنجاز فروضه.
- بالإضافة إلى أداة التّسلية المحبَّبة لدى شريحةٍ لا يُستهان بها، في أوقات الفراغ.
فكيف نحقِّق التّوازن بين الاستفادة والاستمتاع، في هذه الحال؟
1- منذ الصّباح، نسجِّل مع الطّفل "خطّة العمل" (على لوحٍ نعلِّقه على الحائط أو جدولٍ أو على الثّلّاجة)، ونراجع في خلال النّهار مدى الْتزامنا بها.
وتتضمّن هذه الخطّة برنامجًا واضحًا يقسِّم أوقات الطّفل، بحيث نسّميها: "وقت اللّعب"، "الدّرس"، "الأصدقاء"، "العائلة" و"الرّاحة"... مع الإشارة إلى أنّه من غير المسموح إطلاقًا استخدام الشّاشات في خلال "وقت الرّاحة".
كما لا نسمح باستخدام الأجهزة أبدًا في أوقات العادات اليوميّة (عند تناوُل الطّعام، قبل النّوم بساعةٍ، لمدّة يوم ٍكاملٍ في الأُسبوع …) ولا الأماكن ذات الخصوصيّة (غُرَف السُّفرة، النّوم…).
ويبقى من الضّروريّ أن نتَّبعَ نحن أيضًا هذه القواعد، كيّ نشكّلَ مثالًا يحتذي به الطّفل.
2- نجعل الطّفل في عمر 8 سنواتٍ وما دون يأخذ استراحةً كلّ 20 -30 دقيقةً من النّظر إلى الشّاشة، نشجِّعه في خلالها على القيام بتمرينٍ حركيٍّ نخطِّط له على أن يكونَ بسيطًا ومسلِّيًا في آنٍ (التّوقُّف قليلًا للقفز، المشي المضحك، إرشادنا إلى حركاته الرّياضيّة الخاصّة أو خطواتِ رقصته المفضَّلة…).
ومن الجيّد أن نحوِّلَ بعض النّشاطات إلى تحدِّياتٍ، كي نولِّدَ الحماسة لدى الطّفل.
3- أمّا بالنّسبة إلى الطّفل الّذي يفوق عمره الـ 8 سنواتٍ، فيُمكنه التّركيز لوقتٍ أطول؛ لذا نجعله يأخذ الاستراحاتِ بين الصّفوف، مع تَرْك خيار نوع النّشاط له.
4- نُكثِر قَدْر الإمكان من فرص الخروج في الهواء الطَّلق (نقرأ على البلكون، في الحديقة العامّة، نمشي مع الكلب...).
5- نلعب معًا "الكنز المفقود"، بالأحاجي (puzzles)، باللُّعَب اللّوحيّة ( jeu de société, board game) أو نمارس الفنون والحِرَف معًا.
6- نطَّلع على استخدام الطّفل للإنترنت عمومًا، وليس فقط لمتابعة الصّفوف، فنتناقش معًا بصراحةٍ حول وسائل التّواصل الّتي يستخدِمها، ونتحدَّث معًا بتفهُّمٍ حول المضايقات الّتي قد يتعرَّض لها وطرائق التّعامل معها.
أخيرًا، فلْنتذكّرْ دائمًا أنّ الأوقاتِ الّتي يمضيها الطّفل أمام الشّاشات تختلف بنوعيّتها عن الأوقات "الطّبيعيّة"،
ولها بالتّالي تأثيراتها الخاصّة عليه.