عادةً، يحدُث التّعلُّم بشكلٍ طبيعيّ لدى الأطفال.
إلّا أنّ، في كثيرٍ من الأحيان، هناك عوائقَ تؤثِّر على هذه العمليّة.
فما هي، وما هو دور الأهل من أجل تخطّيها؟
1- الخوف من ارتكاب الأخطاء:
- نتواصل مع الطّفل إيجابيًّا، فلا نُخفي عنه أنّنا نرتكب الأخطاء أحيانًا، بل نجعله يرى أنّنا نتقبَّلها، نقوِّمها ثمّ نتعلّم منها.
أيضًا، نشكِّل له مِثالًا يحتذي به، من خلال تعبيرنا عن مشاعرنا، عندما نرتكب هذه الأخطاء.
هكذا، نضاعف لدى الطّفل احتمال تخطّي الخوف، كذلك احتمال استمراره بالتّجريب، بهدف تحقيق النّجاح.
- نبني توقُّعاتٍ تتناسب مع مرحلة نموّ الطّفل، ما يؤدّي إلى نجاحه أغلبيّة المرّات وإلى إحساسه بالحماسة.
- نعلِّم الطّفل أنّنا لا نتوقَّع منه المثاليّة، فنضبط ردود أفعالنا ونبقى هادئين عندما يُخطئ.
2- الاعتماد على الأهل في مواجهة التّحدِّيات:
إذا عوَّدنا الطّفل على الحلول الجاهزة، سوف يعتمد مستقبلًا على الآخرين في مواجهة مشاكله، جرّاء افتقاده للدّافع الدّاخليّ. هكذا، بدل أن تتحوَّلَ التّحدِّيات بالنّسبة إليه إلى مُحفِّزٍ للتّعلُّم الدّائم، يشعُر بالاستسلام عند أوّل صعوبةٍ.
لذلك، من المهمّ ألّا نتدخَّلَ في حلّ مشاكل الطّفل، ابتداءً من عمر الأشهُر (مثل: إدخال الحلقة في العصا، بعد محاولاتٍ عدّةٍ) حتّى عمر المدرسة (مثل: الخلاف على إحدى الألعاب مع الإخوة أو إزعاج تلميذٍ آخر له).
والأفضل أنّ نعتمدَ الاستماع النّشط، عبر اتّباع الخطوات التّالية:
- نجلس على مستوى الطّفل.
- نتواصل معه بصريًّا.
- نُصغي إليه من دون مقاطَعةٍ.
- نطَرْح عليه الأسئلة المفتوحة الّتي تُرشِده إلى الوصول بنفسه للحلّ.
كما نعلِّم الطّفل أنّنا نُحبّه حتّى لو فشل، وجاهزون لمساعدته في حال تبيَّنت المشكلة بغاية الصّعوبة.
3- التّغييرات الجذريّة في الحياة:
نتحدّث هنا عن: الانتقال إلى منزلٍ أو بلدٍ جديدٍ، إلى مدرسةٍ جديدةٍ... عن انفصال الوالدَيْن، مرض أو موت أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء، التّعرُّض إلى حادثٍ أو غيرها...
في خلال الفترات الصّعبة، من الطّبيعيّ أن تتأثَّرَ قدرة أيّ طفلٍ على التّعلُّم. وفي حين تتغيّر طرائق التّعامل مع التّجارب الّتي من هذا النّوع وِفقًا للطّفل نفسه، للظّرف والعائلة، تساعده تنمية مهارة التّأقلُم والتّعامل مع الضّغوطات على استعادة القدرة على التّعلُّم.
(يُتبع)