في مجال التّربية الإيجابيّة، يثير استخدام المكافآت الخارجيّة جدلًا بين الأهل حول فعاليّتها وضرورتها في تحفيز الطّفل لأداء سلوكٍ معيّنٍ أو في تحقيق أهدافٍ معيّنةٍ.
ما هي المكافآت الخارجيّة؟
هي شكلٌ من أشكال التّحفيز أوِ المكافأة الّتي تُقدَّم إلى الطّفل من قِبَل الأهل أو مقدِّمي الرّعاية بهدف تشجيع السّلوك الإيجابيّ للطّفل.
بعض الأمثلة على المكافآت الخارجيّة في التّربية:
- المكافآت المادّيّة: مثل إعطاء الطّفل مبلغًا منَ المال عند تحقيقه أهدافًا أو عند الانتهاء من مَهامٍّ معيّنةٍ بشكلٍ جيّدٍ.
- الجوائز غير المادّيّة: مثل السّماح للطّفل بقضاء وقتٍ إضافيٍّ في لعبته المفضّلة كمكافأةٍ على تحقيقه أهدافًا دراسيّةً.
- الرّموز التّقديريّة: مثل تقديم النّجوم أوِ الاستيكرات أوِ الشّهادات التّقديريّة إلى الطّفل عند الانتهاء من مَهمّةٍ معيّنةٍ أو عند تحقيقه لإنجازٍ مميّزٍ في المدرسة أو في المنزل.
قد تعطي هذه المكافآت دافعًا أوّليًّا لتحقيق السّلوك المرغوب فيه، إلّا أنّها غير فعّالةٍ على المدى البعيد، فنسبة الاستمرار في السّلوك المرغوب ضئيلةٌ بمجرّد انقضاء المكافأة للأسباب الآتية:
- يصبح تركيز الطّفل أكبر على الحصول على المكافأة وليس على السّلوك ذاته.
- قد يؤدّي إلى تراجُع في السّلوك المرغوب بعد انتهاء المكافأة أوِ الحصول عليها.
- يعتمد الطّفل بشكلٍ كبيرٍ على الحوافز الخارجيّة للقيام بالسّلوك المطلوب، فينتظر هذه المكافآت كلّما طُلِبَ إليه سلوكٌ معيّنٌ.
يُعَدّ التّحفيز الدّاخليّ أحد البدائل المُهمّة الّتي يُمكن أن تُستخدَمَ بدلًا منَ المكافآت الخارجيّة. فبدلًا من تقديم مكافأةٍ خارجيّةٍ مقابل سلوكٍ معيّنٍ، يشجِّع التّحفيز الدّاخليّ على تعزيز الاندماج الشّخصيّ والشّعور بالإنجاز من داخل الطّفل نفسه. يُمكن تحقيق ذلك من خلال تقديم تحدّياتٍ ملهمةٍ تعتمد على قدرات الطّفل وتشجيعه على تحقيقها، ما يعزّز شعوره بالفاعليّة الشّخصيّة والثّقة بالنّفس من دون الحاجة إلى مكافأةٍ خارجيّةٍ.