Instagram Facebook YouTube

هلِ الأهل وحدهم مَنْ يربّي الطّفل؟

مع ازدياد التّعقيد في حياتنا، طرأت بعض التّغيرات على عمليّة التّربية بحيث باتت مختلفةً عمّا كانت عليه مقارَنةً بالسّنوات الماضية. ومن أكثر التّغيّرات أهمّيّةً: تعدُّد العوامل الّتي تؤثّر في عمليّة التّربية لتتعدّى الأُسرة الضّيّقة والأجداد والأعمام...

ويُمكن للأهل أن يلاحظوا مدى حاجتهم إلى أساليبَ جديدةٍ وتقنيّاتٍ تربويّةٍ معاصِرةٍ للتّعامل مع هذا التّغيّر.

تقدّم إليكم «أرجوحة» مجموعةً منَ العوامل الّتي منَ المحتمل أن يكونَ لها تأثيرٌ سلبيٌّ أو إيجابيٌّ على تكوين شخصيّة الطّفل إلى جانب دَوْر الأهل:

  • وسائل الإعلام: تساعد هذه الوسائل على اكتساب الطّفل عاداتٍ وأفكارٍ جديدةٍ عبر ما تبثّه من برامجَ ومسلسلاتٍ وموسيقى، وحتّى الإعلانات. وتمتاز هذه الوسائل بالقدرة العالية على التّأثير بسبب جاذبيّتها، فالطّفل سيتعلّم جملةً جديدةً بشكلٍ سريعٍ في حال تمّ وَضْعها ضمن أنشودةٍ مثلًا. كما وسيكون منَ السّهل اكتسابه عادةً جديدةً إذا حاول تقليد شخصيّته الكرتونيّة المفضّلة على التّلفاز.
  • المدرسة: لا يُمكن تجاهُل دَوْر المدرسة في تشكيل شخصيّة الطّفل وتكوين أفكاره، فالمدرسة تتشارك مع الأهل في التّربية. يُمكن أن يحصلَ هذا التّأثير منَ المدرسة إمّا من خلال المعلّم أوِ الأصدقاء أو حتّى ما تتضمّنه المناهج والدّروس. ومنَ المهمّ على الأهل الالتفات أنّ وظيفة المدرسة ليست فقط إكساب الطّفل المعلومات، إنّما من دَوْرها المساهَمة في تكوين شخصيّته.
  • الجيران وأصدقاء الحيّ: كما يتأثّر الطّفل بمعلّمه أو برفيقه في المدرسة، يُمكن أن يتركَ الجيران وأصدقاء الحيّ أثرًا في الطّفل من حيث تعلُّمه بعض العادات واكتسابه الأفكار ووجهات النّظر.
  • الأندية الرّياضيّة، أندية المواهب والكشّاف: حتّى ولو كان الطّفل يقضي وقتًا محدودًا في هذه الأندية إلّا أنّ تأثيرها سيكون قويًّا فيه، نظرًا لأنّها مكانٌ يتفاعل فيه الطّفل مع المنتسبين إلى النّادي ويتبادل معهم الكلام والتّجارب. 
  • دور العبادة: لكلّ ديانةٍ رسالةٌ توصي النّاس بها. وزيارة الطّفل لهذه الأماكن يعني تعرُّضه لهذه التّعاليم الّتي تؤثّر في سلوكه وعاداته وأفكاره.

 

   تعدُّ العوامل الّتي تؤثّر في عمليّة التّربية لا يعني تراجُع دَوْر الأهل، بل على العكس، يبقى الأهل هُمُ الأساس في تأمين التّوازن بين العوامل كلّها الّتي تؤثّر في نموّ الطّفل وتحديد السّليم وغير السّليم منها، والانتباه ومراقَبة هذا الدَّوْر الّذي تؤدّيه هذه العوامل وحمايته منَ الخطِر منها.

 

الكاتب
محمد ناصرالدين

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم