يتساءل الكثير من الأهل الّذين يعيشون في بلدانٍ لا تتحدّث العربيّة، من دون أقارب أو محيطٍ يتحدّث اللّغة نفسها، عنِ احتماليّة ارتباط ذلك بتأخّر النّطق عند الطّفل.
بدايةً، نذكِّر أنّ الأفراد المحيطين بنا مثل الجدّ، الجدّة والمحيط الاجتماعيّ المقرّب من الطّفل يلعبون دَوْرًا أساسيًّا في حياته وتطوّره على الأصعدة كافّةً، وحرمان الطّفل من هذا الدَّوْر قد تؤثّر بالتّأكيد في مستوى التّواصل والتّفاعل والّلغة؛ ولكن عدم تواجُدهم في مرحلةٍ معيّنةٍ من حياة الطّفل لا يسبّب تأخّرًا لغويًّا له.
قد يمرّ الأهل بتحدّياتٍ عدّةٍ، ومنها:
- العيش في بلاد الاغتراب بعيدًا من الأصحاب والعائلة قد يسبّب شعورًا بالإرهاق النّفسيّ والجسديّ عند الأهل وربّما شعورًا بالوحدة أيضًا. قد تؤثّر أحيانًا حالتنا النّفسيّة في الطّفل وعلى اكتسابه للّغة المحكيّة، وذلك بسبب عدم التّحفيز بشكلٍ كافٍ.
- قد يشعُر الأهل أحيانًا بالإرهاق والإحباط، وهذا طبيعيٌّ. ولكن، لا بدّ من التّذكير بأنّ دَوْرنا كأهلٍ هو أساسيٌّ بخاصّةٍ إن كان طفلهم في مراحل حياته الأولى.
- محاوَلة تعويض غياب الأقارب (كبارًا وصغارًا) والتّفاعلات الاجتماعيّة الّتي يتعلّم الطّفل الكثير منها حتّى يطوّرَ من مهاراته اللّغويّة والاجتماعيّة والحركيّة أيضًا، هي خطوٌة نحتاج من الأهل جهودًا ووقتًا لتنمية هذه المهارات عبر اللّعب والتّواصل المستمرّ معه.
إذًا، كيف يتمّ تحفيز الطّفل على تطوير لغته في تلك الظّروف؟
- نأخذ بعين الاعتبار الأهل الّذين يعملون بدوامٍ كاملٍ أو يُجبَرون على تَرْك طفلهم مدّةً طويلةً، ننصح باللّجوء إلى الحضانة والتّحدّث إلى الطّفل بعاطفةٍ وحبٍّ كلّما استطعنا، وفي الأوقات الّتي تسمح لنا، مثل وقت الاستعداد للذّهاب إلى العمل وعند العودة من العمل بخاصّةٍ قبل النّوم.
- نحاول إشراك الطّفل في أنشطة الحياة اليوميّة والتّحدّث معه باستمرارٍ، مثلًا إعطاؤه إرشاداتٍ بسيطةً: "أعطِني البندورة من البرّاد لو سمحت"، "ضعِ الجوارب (الكلسات) في الغسَالة"...
- من خلال اللّعب بأشكاله كلّها، هدفه الاستمتاع وليس التّعلّم فقط والتّحدّث معه عن الأفعال والأنشطة كلّها الّتي نقوم بها.
- يُمكن أيضًا إشراك الطّفل في أنشطةٍ مخصصّةٍ للأطفال مثلًا صفّ رقصٍ أو صفّ أشغالٍ يدويّةٍ، كما وأنّ نزهةً إلى الحديقة العامّة تساعده على تكوين صداقاتٍ.
تذكِّر "أرجوحة" أنّه من المهمّ استشارة اختصاصيٍّ في حال لم تساعدْ هذه النّصائح على تطوير لغة الطّفل.