تشكّل الضغوط النفسية جزءًا من حياتنا اليومية، كما أنّها تتفاقم في خلال الأزمات. قد يشكّل ذلك قلقًا للأمّ عندما تُرضع طفلها، إذ تخشى أن يكون لهذه الضغوطات تأثيرًا على حليبها. حضّرت "أرجوحة" هذا المقال للإجابة عن مخاوف الأمّهات.
من الشائع الاعتقاد أنّ التوتّر أو الحزن الشديدين يعيقان عملية الإرضاع وصولًا إلى انقطاع الحليب بسببهما. لكن فعليًا، لا تتأثّر كمّية الحليب بهذه الضغوطات النفسية. فما مصدر هذا المعتقد الخاطئ عن انقطاع الحليب؟
التوتّر النفسي الحاد، عوارض جسديّة مثل تسارع النّفس ودقّات القلب، والارتعاش أو انكماش العضلات كنتيجة لتدفّق هورمونات التوتّر في الجسم. ولدى الأم، قد تتقلّص قنوات الحليب ممّا قد يمنع انسياب الحليب في هذه اللحظة بالذات. فما الهدف لذلك؟ يتفاعل الجسم مع حالة التوتّر النفسي الحادّ لحمايتنا من المحيط المسبّب للخطر فيعطينا الطاقة ويهيّئنا على الفرار، ويحصل ذلك عادةً في ذروة حالة التوتّر أو عند تلقّي الصدمة. فعندما نسمع دوي انفجار مثلًا، تساعدنا هذه الهورمونات على حمل الطّفل والهروب به إلى برّ الأمان.
ومن المهمّ التأكيد هنا على أنّ كمّية الحليب ونوعيّته لا تتأثر بالتوتّر بحدّ ذاته. فالجسم يُنتج الحليب بناءً على حاجة الطفل نتيجة لتحفيز الثدي في خلال الرضاعة، وليس بناءً على حالتنا النفسية. في خلال الرّضاعة، تحفّز عملية المصّ التي يقوم بها الطفل على فرز هورمون الأوكسيتوسين المسؤول عن تدفّق الحليب مجدّدًا. هذا الهورمون المعروف "بهورمون الحب" والكفيل بمساعدة الأمّ على الاسترخاء، يعزّز أيضًا الارتباط العاطفي، ممّا قد يساعدها على الحدّ من التوتّر والإحباط وتحسين حالتها المزاجية العامّة. يُفرز هذا الهورمون أيضًا عندما تحضن الأمّ طفلها ومع الملامسة الجلدية في خلال الرّضاعة. فحتى لو كانت تحسّ بالتوتّر بشكل عام، فإنّ الشعور بالحب تجاه الطفل والاستمرار في الرّضاعة الطبيعية هما السرّ للمحافظة على حليب الأمّ.
ختامًا، تطمئن "أرجوحة" الأمّهات أنّ حليبهنّ لا يتأثّر بالضغوطات النفسية ويبقى الأمثل للطفل. وتذكّر بأنّه مع الاستمرار في الرّضاعة الطبيعية عند الطلب، نضمن إنتاج الحليب الكافي للطفل.