"طفلي أخذ علكةً من الدّكّان ولم يدفعْ ثمنها!"
"طفلي أخذ لعبة صديقه ووجدتُها في منزلنا!"
"طفلي أخذ شوكولاتة رفيقته في المدرسة وأكلها!"
قد تكون هذه المواقف صعبةً جدًّا لنا كأهلٍ، ولكنّ حادثةً من هذا النّوع لا تعني بالضّرورة أنّ الطفل «سارقٌ».
التّجاوب بالشّكل الصّحيح معه يساعدنا على تفادي أن تتحوّلَ السّرقة إلى عادةٍ لديه.
الأطفال الصّغار حتّى سنّ 6 سنواتٍ لا يُدرِكون بالضّرورة مفهوم الملكيّة الخاصّة، وقد لا يقدّرون أثار هذا التّصرّف على الآخرين.
وقد يقوم الطّفل بأخْذ الأغراض نتيجةً للحماس الزّائد، من دون التّفكير في عواقب تصرّفه. وقد يسرق الأطفال الأكبر سنًّا بسبب ضغط الأقران.
ماذا يُمكننا أن نفعل؟
التّربية لا تعني التّعامل مع المشاكل لدى حدوثها فقط، بل أيضًا تعزيز قِيَم الطّفل ومفاهيمه من خلال اللَّعِب والمواقف الحياتيّة اليوميّة:
- نشكّل مثالًا للطّفل حين نطلب الإذن إلى المحيطين بنا لاستعارة أغراضهم، وحين نحرص على إعادة الأغراض لدى الانتهاء من استخدامها. وإذا صادف أن وجدنا ورقةً نقديّةً على الطّريق، نبحث عن صاحب المال ونحاول إعادة المبلغ...
- إذا قام الطّفل بأخْذ قطعة حلوى من المتجر أو بأخذ لعبةٍ من الحضانة، نُظهِر للطّفل ثقتنا به، ونقول: «لقد نسيتَ أن تدفعَ ثمن الحلوى، ما رأيكَ أن نعودَ إلى المتجر وأن ندفعَ ثمنها!»، أو «لقد نسيتَ اللّعبة معكَ وأحضرتَها من الحضانة إلى البيت! يجب أن نُعيدَها غدًا، فالأطفال لن يجدوها وسيحزنون كثيرا!»...
- نتجنّب اتّهام الطّفل بالسّرقة ومعاقبته، بل نساعده بطريقةٍ غير مباشرةٍ لإعادة النّظر بتصرّفه ونساعده على التّعامل معه من دون أن نعرّضَه للإحراج أو الإهانة.
- إذا تكرّر التّصرّف، على الطّفل مواجهة نتائج تصرّفه بجدّيّةٍ أكبر، فنطلب إليه إعادة الأغراض والاعتذار.
- يُمكن للأهل مراقَبة أداء طفلهم، وتشجيعه عندما يقوم باحترام ملكيّة الآخرين من دون المبالغة في تسليط الضّوء على القضيّة.
- من المهمّ أن نحترمَ خصوصيّة الطّفل دائمًا، وألّا نتشارَك تفاصيل تصرُّفه مع الآخرين من حولنا.
- نتجنّب كلّيًّا نَعْت الطّفل بالسّارق، ونُشعِره دائمًا بالحبّ والدّعم...
تُذكّر «أرجوحة» بأنّ الأطفال يرغبون بإرضائنا، لكنّهم يحتاجون إلى دعمنا للانتقال من التّصرّف بشكلٍ خاطئٍ إلى التّصرّف بشكلٍ أفضل.