Instagram Facebook YouTube

هل كلّ الأحداث الأليمة تسبّب اضطراب ما بعد الصّدمة؟

يمكن للتّجارب الأليمة التي يعيشها الطفل أن تُحدث تغيّرات على المستوى العاطفيّ والفكريّ والسّلوكيّ لديه. وهذه التّغيّرات كفيلة بأن تزعجه وتمنعه من ممارسة نشاطاته اليوميّة كالمعتاد وكما يحبّ. وهذه التّغيّرات تستدعي من الأهل التّدخّل ومساعدة الطّفل. لكن هذه التّغيّرات لن تتحوّل بالضّرورة إلى "اضطراب الكرب ما بعد الصّدمة" PTSD. فغالبًا ما تكون العوارض التي تحدث خلال فترة شهر من بعد الصدمة استجابة طبيعية لحدث غير طبيعي، ومن الممكن التخفيف منها عبر طمأنة الطفل والتعبير عن العاطفة تجاهه ودعمه، وإلهائه باللعب وبالأنشطة الرياضية والإبداعية المختلفة. في الحالات العادية تخفّ العوارض تدريجيًا. لكن في حال استمرّت العوارض نفسها من دون تغيّر، يُنصح الأهل باستشارة اختصاصي علم نفس عيادي ليشخّص الحالة بدقّة.

تقدّم إليكم "أرجوحة" مجموعةً من التّغيّرات التي يمكن أن تطرأ على الطّفل في حال تعرّض لحدث صادم: 

 

  • الحساسيّة المفرطة: قد يصدر عن الطّفل ردّات فعل مبالغ فيها تجاه مواقف لم تكن تؤثر فيه سابقا. فقد يبكي بسهولة أو يغضب لأبسط الأسباب.
  • العودة المتكرّرة إلى الحدث الصّادم: يصعب على الطّفل نسيان الذّكريات الأليمة، ومن بينها الحدث الصادم الذي واجهه. لذلك قد تعترضه الأفكار السّلبية حوله في مختلف الأوقات خلال اللّعب مثلًا أو الرّسم أو الحديث..
  • التّوقّعات السّلبيّة: وهنا يضيف الخيال أفكارًا سلبيّةً مقلقة يخشى الطّفل حدوثها. وفي بعض الأحيان يبالغ الطّفل في طرح سيناريوهات عن إمكانيّة تجدّد الحدث الأليم أو حدوث ما هو أصعب منه. وغالبًا يعبّر الطّفل عن هذه الأفكار بواسطة طرح الأسئلة.
  • التبوّل اللّاإراديّ: لا يحصل التبوّل اللاإرادي خلال يقظة الطّفل، إنّما خلال نومه. 
  • التّغيّر في طريقة اللّعب: يمكن للطّفل أن يفقد شغفه تجاه ألعابه المفضّلة، أو قد تبدر عنه سلوكيّات غير لائقةٍ خلال اللّعب (العنف، الكذب، الصّراخ...). كما ويمكن أن تتغيّر طريقة تعامله مع الألعاب، مثلًا قد يكسر ألعابه أو يرميها أو يصبح لديه حرص شديد وتعلّق بها.
  • الكوابيس: يستعيد الطّفل الأحداث الأليمة بطرق عدّة ومنها الكوابيس. قد يشاهد الطّفل خلال النوم صورًا تعبّر بشكل مباشر عن الحدث الصّادم أو من خلال رموز غير مباشرة مثل الوحوش والكلاب والذّئاب.
  • التّجنّب: يمتنع الطّفل عن المشاركة والانخراط في النّشاطات التي كان يقوم بها سابقًا مثل الخروج من المنزل مع الأصدقاء أو زيارة بعض الأماكن. 
  • أعراض جسديّة: مثل الخمول، آلام الرّأس والمعدة...
  • النّكوص: وهو الرّجوع في التّصرّفات إلى مراحل عمريّة سابقة، وتظهر على الطّفل سلوكيّات لا تناسب عمره الحاليّ. مثل أن يطلب من أهله مرافقته إلى الحمّام أو يطلب النّوم إلى جانبهم. 
  • تشتّت الانتباه وضعف التّركيز.

 

تختلف أعراض الصّدمات باختلاف شخصيّة الطّفل ونوع الحدث الأليم والبيئة المحيطة. وفي حال لاحظتم أحد الأعراض على الطّفل، يمكنكم الاستفادة من المقالات المنشورة على "أرجوحة". وإذا شعرتم أنّكم بحاجة إلى المزيد من المعلومات لا تتردّدوا في استشارة مختصّ.

 

الكاتب
محمد ناصرالدين

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم