يولَد الطّفل ومعه الفضول بالفطرة.
يشكِّل التّعلُّم رغبةً تلقائيّةً ومتعةً مستمرّةً لدى كلّ صغيرٍ يكتشف عالمه الجديد. وعليه، يبقى من المهمّ ألّا نسمحَ لضغوطات الواجبات المدرسيّة أن تؤدّي إلى رَفْض الطّفل خَوْض التّجارب الحياتيّة.
هذا مع العلم أنّ بناء المعرفة وتنمية المهارات يهدفان إلى ضمان الجهوزيّة للعيش الهانئ، مستقبلًا.
وإنّنا كأهلٍ ومربّين ومعلِّمين نستطيع أن:
- نشكّل مثالًا يحتذي به الطّفل من حيث حبّ الإنجاز وإتمام المهامّ.
- نفصلَ بين فكرة التّعلُّم (ويحدُث في كلّ مكانٍ) وفكرة الدّراسة (وتحدُث داخل الصّفوف، النّشاطات اللّاصفيّة وأوقات إتمام الفروض في البيت…).
- نشجّعَ الطّفل في الأحوال كلّها، فنُثني على مثابرته البسيطة، ونلاحظ أكثر تقدُّماته الكبيرة.
- نشَرْحَ له منطقيًّا نتائج إهمال الدّروس، مع الابتعاد تمامًا عن التّوبيخ، التّهديد والابتزاز العاطفيّ (زيادةً أو نقصانًا حبّنا له وِفقًا لعلماته، مثلًا) والمقارنة بين الإخوة/ات وأبناء/ بنات الأقارب وغيرهم...
- لكنّ المذكور أعلاه وحده لا يكفي، إذ جديرٌ أن نتعرّفَ معًا على نقاط قوّة وضعف كلّ مُتعلّمٍ صغيرٍ، فنجد الطّرائق الأمتع والأساليب الأفضل الّتي تساعده على تخطّي صعوباته الخاصّة.
ولْنتذكّرْ دائمًا أن نتركَ لكلّ طفلٍ مساحته في حرّيّة الخيار، فنتعاون من أجل وَضْع خطّة عملٍ تناسبه.
ويقدر المتعلِّم الصّغير أن:
- يضعَ معنا بَرنامجه اليوميّ وِفق قدراته وحاجاته.
- يحضّرَ معنا «مساحة الشُّغل» بما يساعده على العمل بذكاءٍ أكثر وجهدٍ أقلّ.
- يتدرّبَ مسبقًا (في أواخر فصل الصّيف، مثلًا) على استخدام الأجهزة والمنصّات المطلوبة.
- ثمّ نتحدَّث معًا حول التّجربة: ما لها وما عليها، وكيف يُمكننا التّخفيف من العقبات قبل بداية العام الدّراسي الجديد.
في الواقع،نحن نشرع في ترسيخ فكرة تحمُّل المسؤوليّة لديه عبر تعريفه بأنّ الفروض والدّروس هي من واجباته أصلًا؛ وأنّ وجودنا إلى جانبه هو للدّعم والمساعدة كلّما طلب.