ربّما سمعتِ عن الملامسة الجلديّة أو اختبرتِها مع مولودكِ الجديد، عندما يُجَفَّف طفلكِ ويوضَع عاريًا على صدركِ مباشرةً بعد الولادة. ما أروع هذه اللّحظة! بالطّبع، تخلق هذه الممارسة رابطًا قويًّا بينكما، إلّا أنّ فوائدها تتعدّى الشِّقّ العاطفيّ بأشواط. حضّرت لكِ «أرجوحة» أبرز هذه المنافع.
أصبحت الملامسة الجلديّة أكثر رواجًا في المستشفيات عند الولادة، فهي تهيّئ الطّفل تدريجيًّا على الحياة خارج الرّحم. من فوائدها الصّحّيّة الأكثر أهمّيّةً:
- تنظِّم دقّاتِ قلب الطّفل وضغط الدّم.
- تضبط حرارة جسمه ومستوى السّكّر في الدّم.
- تُحَسِّن الأوكسيجين في الدّم وتنظِّم التّنفّس.
- تساعده على الهضم.
- تقلِّل من البكاء.
إضافةً إلى ذلك، تحفِّز ملامسة الجلد لجلد الطّفل على الرّضاعة الطّبيعيّة إذ يبدأ مرحلة التّعارف إلى أمّه. عندما تُتاح له الفرصة الكافية، أي ساعة أو أكثر من التّواصل غير المتقطِّع مباشرةً بعد الولادة، يستكشف الطّفل الثّدي تدريجيًّا إلى أن ينجحَ في عمليّة الالتقام من تلقاء نفسه ويباشِر بالرّضاعة الطّبيعيّة.
عوضًا عن ذلك، تقلِّل هذه الممارسة من خطر النّزيف واكتئاب ما بعد الولادة عند الأمّ.
لا تنحصر الملامسة الجلديّة بالأمّ أو بروتين الولادة فحسب، بل باستطاعة الأمّ والأب الاستمتاع بها في أيّ وقتٍ كان، فهي طريقةٌ فعّالةٌ وسهلةٌ لتهدئة طفلهما وتوطيد العلاقة بين الأهل والطّفل. كلّ ما عليهم هو وَضْع الطّفل عاريًا (أو بالحفاض) على بطنه، صدره على صدر الأهل من أجل ملامسةٍ جلديّةٍ من دون حواجز، ثم يتغطّى الاثنَيْن. نتيجةً لذلك، يُفرَز هورمون الأوكسيتوسين المعروف بهورمون الحبّ عند الأهل والطّفل، ما يُشْعِرهما بالرّاحة والدّفء. إضافةً إلى ذلك، تعزّز هذه الملامسة التّطوّر الذّهنيّ للطّفل وتقوّي جهازه المناعيّ.
كيف يُمكن لممارسةٍ بهذه البساطة أن ترتدَّ بمنافعَ بهذا الحجم؟
لا شك أنّ لمسة الأهل مهمّةٌ للطّفل، فهي لغة الحبّ الوحيدة الّتي يعرفها! نظرًا لمنافعها الصّحّيّة للطّفل، تُعتمَد هذه الطّريقة أيضًا في العناية الفائقة للأطفال الّذين يولَدون قبل أوانهم وتُسمّى بـ«عناية الكنغر».
أخيرًا، تتمنّى «أرجوحة» أن تستمتعوا بهذا الرّابط بعد أن عرفتُمْ أهمّيّته.