تنطوي الحياة مع مولود جديد على العديد من التحدّيات. يرتبط بعضها بالرضاعة التي غالبًا ما نعتقد أنّنا خلالها يجب علينا وقف أمور معيّنة مثل الكحول، في حال كانت الأم تستهلكه. ولكن هل فعلًا يجب علينا وقف الكحول أثناء إرضاع طفلنا؟ وإن كان الجواب لا، فما هي الكمّية المسموح بها؟ "أرجوحة" حضّرت لنا التوصيات المتعلّقة بهذا الموضوع.
هل نستطيع شرب الكحول خلال الرضاعة؟
تُشير الدراسات الحاليّة إلى أنّ تناول كمّية مُعتدلة من الكحول في المناسبات أو أسبوعيًّا (كأس أو اثنتان) يُعدّ مقبولًا خلال فترة الرضاعة. تناول الكحول بشكل دوري أو يومي أو بمقدار يتخطّى المسموح، يؤذينا ويؤثر على نموّ طفلنا ونومه، كما أنّه قد يخفّف من إدرار الحليب.
يرتبط مستوى الكحول في حليب الأم بمعدّله في دمها. يرتفع مستواه إلى الحدّ الأقصى خلال الساعة الأولى أو الساعتين الأوّلين من تناول الكحول، لذا ينصح الأخصائيّون بالامتناع عن الرضاعة لمدّة ساعتين أو ثلاثة بعد وعن كلّ مشروب كحولي. يختلف تأثير الكحول من شخص إلى آخر وبحسب عوامل عديدة. بالتالي، من أهم المؤشّرات هو تقييم وعينا: يجب أن نكون واعين كفاية لنقود سيّارة إذا أردنا الرضاعة.
هل علينا شفط الحليب والتخلّص منه؟
شفط الحليب والتخلّص منه لا يزيل الكحول من الحليب طالما هو موجود في الدم. لذا لا داعي للّجوء إلى الشفط، بل ننتظر مرور الوقت الموصى به.
ما هي كمّيّة الكحول المسموحة؟
كأس من الكحول يعادل حوالي 360 ملل من البيرة (5% كحول)، أو 150 ملل من النبيذ، أو 45 ملل من الكحول المقطّرة (الجن، الرام، الفودكا، الويسكي).
ماذا لو شربنا أكثر من اللازم؟
عندما نشرب إلى حدّ تغيّر أو فقدان الوعي، من المهم أن نتوقّف عن الرضاعة إلى أن نستعيد وعينا بالكامل. كلّما شربنا أكثر، كلّما زادت مدّة الانتظار قبل أن تصبح الرضاعة آمنة. وعلينا أن نؤمّن شخصًا آخر ليهتمّ بطفلنا في حال شربنا أكثر من المسموح.
توصيات عامّة
أخيرًا، نستطيع الاستمتاع بكأس من الكحول بشكل آمن عندما نلتزم بالتوصيات ومنها:
- أن نمتنع عن الكحول خلال الأشهر الثلاثة الأولى لأنّ طفلنا حديث الولادة يتأثّر بالكحول أكثر من الأطفال الأكبر سنًّا.
- ألّا نتشارك السرير مع طفلنا عندما نتناول الكحول إذ يرتفع خطر الموت المفاجئ عنده.
- إرضاع طفلنا أو شفط الحليب لتأمين وجباته قبل شرب الكحول لأنّ علينا الانتظار ساعتين أو ثلاثة بعد شرب الكحول قبل إرضاعه من جديد.
- تناول الكحول بعد الأكل.
من المهمّ لفت النظر إلى أنّ هذه النصائح تُطبَّق على طفل بصحّة جيّدة تخطّى 3 أشهر.