Instagram Facebook YouTube

الخوف من تعرُّض الطّفل للأذى من قِبَل شخصٍ آخر.

مخاوف تنتاب معظم الأهل، ما هي؟

إذا فكّرتُمْ في أكثر الأمور الّتي تثير رعبكم كأهلٍ، ماذا قد تكون؟

غالبًا يخاف الأهل منَ الأمور الّتي لا يستطيعون السّيطرة عليها، من هذه المخاوف:

  • خوف الأهل من عدم نجاح الطّفل
  • الخوف من تعرُّض الطّفل للأذى من قِبَل شخصٍ غريبٍ
  • الخوف من تعرُّض الطّفل لحادثٍ
  • الخوف من تعرُّض الطّفل للتّنمّر
  • الخوف من وقوع حربٍ أو كارثةٍ طبيعيّةٍ

 

في هذا المقال، سوف نتحدّث عنِ «الخوف من تعرُّض الطفل للأذى من قِبَل شخصٍ آخر!».

 

من قبل أن يولَدَ الطّفل، نبدأ بالتّفكير في كيفيّة حمايته، فنجهّز أنفسنا ونسعى أن نأخذَ معايير السّلامة كلّها المتوافرة لدينا، ولكنّنا نشعر أنّنا لا نستطيع السّيطرة ومَنْع كلّ خطرٍ عنه، وهذا طبيعيٌّ!

 

على وسائل التّواصل الاجتماعيّ وعبر قنواتٍ أُخرى تصلنا العديد منَ الأخبار عن تعرُّض الأطفال للانتهاكات والعنف من قِبَل آخرين، ونتساءل ماذا لو حصل ذلك لطفلنا؟

 

في وقت مجتمعاتنا العربيّة لا تزال تتّسم بعلاقاتٍ اجتماعيّةٍ تختلف إلى حدٍّ كبيرٍ عنِ الغرب، فالأُسرة لديها علاقاتٌ وطيدةٌ مع أُسَرٍ أُخرى ومع العائلة الممتدّة، ويمضي الأطفال الكثير من وقتهم بعيدًا عن أهلهم، كما أنّ الأطفال في القرى قد يخرجون ويلعبون في السّاحات مع أطفالٍ آخرين، من دون تواجُد شخصٍ راشدٍ بالضّرورة من حولهم.

 

لا ترى «أرجوحة» الحلّ في وَضْع الأطفال في فقّاعةٍ لحمايتهم، أو مَنْعهم من زيارة أقاربهم أوِ التّحرّك بحرّيّةٍ في الأماكن الآمنة لذلك، فالثّقافة العربيّة تتميّز بهذا التّرابط الاجتماعيّ الّذي يُغني حياة العائلة والطّفل، ولكنّ أفضل طريقةٍ لجَعْل الأطفال أكثر أمانًا هي مساعدتهم على تطوير الأدوات الّتي يحتاجون إليها لحماية أنفسهم، ومنها:

 

  • تعليم الطّفل بطريقةٍ مناسِبةٍ لعمره حول جسده وأشكال الاتّصال المناسِبة وغير المناسِبة، وتشجيعه على طلب المساعدة إلينا أو إلى البالغين الآخرين إذا شعر في أيّ وقتٍ بالخطر، أمرٌ مهمٌّ جدًّا.

 

  • التّربية الجنسيّة أساسيّة، فلا يُمكننا تجاهُل أسئلة الطّفل الجنسيّة وعدم إعطائه المعلومات الصّحيحة، فهذا يساعده على رَصْد المخاطر المحتمَلة، والتّعامل بوعيٍ مع أيّ محاولة اعتداءٍ جنسيٍّ قد تحصل معه. كما أنّ الأطفال الأكبر في هذه الحال يصبحون متيقّظين أكثر لحماية إخوتهم وأخواتهم الأصغر منهم.
  • حفظ المعلومات الخاصّة بالعائلة، مثل: العنوان، اسم الأب والأمّ الكاملين ورقم الهاتف... وبذلك يستطيع الطّفل التّعريف عن نفسه وطلب المساعدة إلى الشّرطة أو أيّ شخصٍ راشدٍ للتّواصل معنا.
  • الحرص على عدم دخول الطّفل إلى منزلٍ آخر، إلّا إذا سمحنا نحن بذلك لمعرفتنا الجيّدة بالعائلة المقيمة فيه. 
  • الشّرح للطّفل حول أهمّيّة عدم التّحدّث أوِ التّنقّل مع شخصٍ غريبٍ حتّى لو طلب إليه ذلك، أو قدّم إليه الحلوى، أو أخبره أنّه يعرفنا. 

 

منَ الطّبيعيّ أن نقلقَ كأهلٍ، ولكنّ المهمّ أن نجدَ الطّرائق الّتي تحدّ من هذا القلق كي لا يتحوّلَ إلى عائقٍ يؤثّر في صحتّنا النّفسيّة ويحرم أطفالنا من فرص النّموّ والتّطوّر. 

 

الكاتب
ورشة الموارد العربيّة

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم