غالبًا ما يشعر الأطفال الإخوة بالغيرة عندما يُخصّص اهتمام أكبر للطفل المختلف، سواء كانت لديه إعاقة أو احتياجات خاصّة. هذه الغيرة طبيعية، لكنها تحتاج إلى إدارة دقيقة من الأهل والمعلّمين ومقدّمي الرعاية الذين عليهم تقديم الدعم، والتوضيح، وتوجيه المشاعر بطريقة تساعد الإخوة على الشعور بالأمان والمشاركة في دعم شقيقهم، بدل شعورهم بالإقصاء أو الغضب.

نصائح عملية مركّزة على دور الأهل:

1. الاعتراف بمشاعر الغيرة: السماح للإخوة بالتعبير عن استيائهم أو حزنهم بدون لوم. بعدها نستطيع أن نشرح لهم سبب إعطاء الأخ المختلف وقتًا أو اهتمامًا إضافيًا، مع التأكيد على عدم ربط هذا الجهد الإضافي بالحب الإضافي. نذكّرهم أنّنا نحبّهم بالقدر نفسه.
2. تخصيص وقت فردي لكلّ طفل: منح كلّ طفل وقتًا مخصّصًا مع الأهل، بعيدًا عن التركيز على الطفل المختلف، لتعزيز شعورهم بالقيمة الذاتية، والتقليل من شعورهم بالإهمال.
3. تعليم مهارات التعاون: إشراك الإخوة في دعم الطفل المختلف بطرق عملية، مثل مساعدته في المهام اليومية أو اللعب المشترك، مع التأكيد على أنّ الدعم لا يعني استبدال دور الأهل أو تحميل الأطفال أعباء تفوق قدرتهم. إشعار الإخوة أنّ الأهل في حاجة إليهم وفي حاجة إلى دورهم في دعم أخيهم المختلف، يعزّز من ثقتهم في أنفسهم، ويقلل من مشاعر الغيرة.
4. تعزيز الإحساس بالقيمة الفردية: الثناء على إنجازات كلّ طفل بشكل منفصل، لتقوية شعورهم بالكفاءة والتميّز. نتجنّب التركيز على الأخ المختلف وانجازاته فقط.
5. استخدام لغة إيجابية عن الطفل المختلف: تعليم الإخوة التركيز على قدراته ومهاراته بدل التعاطف المفرط معه أو الشعور بالمسؤولية الثقيلة.
6. حلّ النزاعات بشكل بنّاء: تعليم الإخوة التعبير عن مشاعرهم، والتفاوض، والمشاركة في حلّ المشكلات اليومية مع الدعم الإيجابي من الأهل. لا نقف طرفًا مع واحد منهم، ولا نبرّر طوال الوقت تصرّفًا غير مقبول صادر عن الأخ المختلف. نتفهّم ولكن لا نسمح بالتجاوزات.
7. تنظيم أنشطة مشتركة ممتعة: إشراك جميع الأطفال في أنشطة جماعية لتعزيز الروابط والمشاركة الفعالة.

الغيرة بين الإخوة شعور طبيعي، لكنّها فرصة لتعليم التعاون والاحترام. كلّ لحظة نستمع فيها إليهم، كلّ نشاط نشرك فيه جميع الأطفال، وكلّ تقدير نعبّر عنه لهم، يقوّي الروابط الأسرية ويعلّم الإخوة كيفية دعم بعضهم البعض مع احترام اختلافاتهم.